قد يتخذ الاخرون الكتابة كنوع من تصيد الاخطاء للبعض الاخر.
أما انا ؛كالزهور.. لى عالم اخر اسعى لاكون حبيسه داخله.. عالم متسامى بلا تناقضات.. دنيا تانية لها مقاييس شتى؛ لكنها- حتما- لا تظهر لفاقدى البصيرة.
صدر للكاتب هذا العام اصداران قد خصهما بالمتابة فى الرعب, رواية الجزار هى الرواية التى انا بصدد قرائتها ها هنا, ورواية ( مخطوطة ابن اسحاق) التى لم تتح لى الظروف برؤيتها ومن ثم اقتنائها للاسف.. رواية الجزار كانت فى قائمة حاجياتى التى اجتلبتها فى المعرض لهذا العام, والتى تعرفت على كاتبها عن كثب من خلال قصصه القصيرة فى مشاريع النشر الجماعى , ( نقطة ومن اول السطر & اعذرينى ومخاوف اخرى) من خلال قصص مثل ( صفير الشيطان , ضيوف المقابر, قصتى مع الحاج موسى) , لا انكر انى ارتعبت فى بضع مقاطع من الرواية وهو الشيء الذى اريده حيث انه لم يعد يرعبنى شيء غير اجواء (د.رفعت اسماعيل) الهواجسية .. الا ان كتابات ( حسن) التمست بعضا مما فى داخلى, ربما اخرج بعضا من شرورى التى طالما حلمت بإخراجها بعفوية على الورق.. قراءتى لرواية (الجزار) هى الاولى من حيث قراءاتى لاعمال ( حسن) الروائية, القصة كأفكار مجردة مظلمة لاقصى حد, حزينة وكئيبة كمسار كتابى مظلم كئيب, اعتيادية كذلك, الا ان التفاصيل فيها هى ما جعلتها متفردة بحق, الشخصيات فى الرواية لم تكن متناقضة لكنها متوازية الخير والشر, الانقلاب من الحالة لنقيضها كانت له اسبابه المقنعة, فـ ( ادم) مثلا كبطل رئيسى للرواية له من الاسباب ما يأهله لوجود الصفة ونقيضها فى تناغم محبب , حرقته على زوجته وابنته ( بتول & نور) جعلت منه انسان اخر غير الذى كان يعانيه , كذلك تحول كلا من جلادى السياط ( عمر, على , حسن , جلال) ومعهم ( عم صابر , عم لطفى) من اشرار الرواية الى مساكين حق لهم لنتيجة افعالهم الضارية, والتى فى ناظرى عدالة شعرية رغم كل شيء ..
بداية الرواية جعلت من ( على) للوهلة الاولى هو بطل الرواية الا اننا سرعان ما انجرفنا فى الرواية لنكتشف ان معذب ( على) هو البطل, ولا اعرف ما الذى جعل الكاتب يجعل من (على) ( كريشندو) الحدث بوضعه فى اول الاحداث ربما لمفاجئتنا, بداية موفقة الا ان ميتات الاخرين لم تقل دموية من ذلك , ولذلك هنا اتسأل عن اختيار (على) كبداية للاحداث دون غيره, غير ذلك ارى تنوع الكاتب فى السرد ما بين الفلاش باك , والسرد الهاديء الذى يقودك لقلب الاحداث من الخير للشر فى تناغم بسيط جعل من قراءة الرواية شيء يسير, كذلك لنعرف طريقة تفكير ( آدم) كبطل مظلوم سعى للانتقام من اجل عائلته , والابطال الاخرين بالتوازى, كل حسب الحالة فى اسلوب ايضاح وعرض سهل ودخول شخصيات ثانوية مؤثرة والفاظ متسقة.. فى الاخير لم تعجبنى – صراحة- طبعة ولا تنسيق الدار الناشرة , فالصور موضوعة فى غير موضع , تنسيق ضعيف لم يتم الاهتمام به من قبل احد , غلاف وطريقة عرض غير متسقة بالمرة , الا ان ذلك لم يفسد على الرواية ابدا رغم كل شيء ..