وقف يا اسمر.


حدثتنى عن هواها وحبهــــــــــا
قالت؛ انت كتير حارق قلبها
وبتستحى تقنك وبتخاف الملام :(

وقف يا اسمر..


29‏/04‏/2008

فكرة المعية؛ م س


هل بالي رائق لكتابة قصة؟

وهل هناك بالفعل فكرة ألمعية تستحق عناء الكتابة الشاق؟..

بدأت ابحث في ذاتي عن فكرة ما تصلح ..

جئت بمعطيات حالي..فأنا أديب شهير؟! يقولون هذا؟!

فهل لهم في هذا بعضا من أحقية القول؟..

لا أدرى؟..

فتعاملي مع الناس لم يكن من منظور شخص شهير لمعجبيه..

ومع فني كذلك..

فأنا من الناس الذي تغرقهم البوهمية..اى إنني اكتب في كل شيء تقريبا.. فلم اعد كاتب للسلاسل فقط.. وإنما صرت- بحكم الاعتياد والمتطلبات- اكتب الكثير من المقالات.. القصص القصيرة..

إنها الكثير من الأقاويل التي تقال بهذا الشأن..

قمت ابحث عن فكرة جديدة اكتبها..فقامت رأسي تتأرجح من كثرة خيوط اللعبة-الأفكار اقصد-فاستبدت بي الكثير من الأفكار الخرقاء.. التي تنكسر مع أول معضلة فلا أجد لها حلول فأبحث- مسرعا-عن غيرها يصلح.. وجدت نفسي أمام مكتبتي الصغيرة وكتبي الجميلة التي تعلوها طبقات الغبار.. طفقت اقلب فيما بينهم لأجد كراس صغيرة غير ظاهرة في الواقع-حبيبتي- في الواقع ذلك الكراس الصغير الذي به الكثير من روحي.. فأخر مرة رأيته كان في بيتنا الكبير قبيل زواجي..ولا اعرف ما الذي أتي به إلي هنا بشقتي تلك.. أخذته مبتسما للحنين الذي ولي..!! ونفضت عنها غبار وهمي.. وأخذت اقلب.

-" يااااااااه.. يالها من ذكريات حبيبة"..

قلتها -حتما-وأنا ارفع حاجبي الأيمن..أخذا إياها جالسا أمام حاسبي النقال طافقا اقلب حسبما اتفق..فتلك القصة...نعم .. إنها مغرية بالفعل للقراءة..ولكني أزفرت قلقا قائلا بأنه لا وقت للقراءة ألان.. فقلبت أكثر لأجد العديد من القصص ذات الطابع الهاوي والتي أن طورتها بمقتضيات الاحتراف لصارت ملائمة حتما..(وجه بيغمز لنفسه).. وأكثر تقليبا في الكراس الصغير لأجد قصة لم أضع لها عنوان بعد-فجذبتني قراءتها فقط لأضع لها عنوان..ومن ثم لأتركها مجددا..

- "واو"..

قلتها متبعا إياها بصفير منغوم..وذلك لأنني وجدت ضالتي الصغيرة.. قرأتها سريعا فهي لم تكن غير فصل واحد ..لعلني-فيما سبق- كدت أكملها ..ولم افعل.. فجلست اعدل بعضا من الكلمات لتصبح كما ينبغي..ومن ثم-وأنا في غمرة حماسي- كتبتها علي الحاسب..ومن ثم تركتها..

فهل إلي اجل غير مسمي؟! الحقيقة أنا لا اعرف بعد!

* * *

فبعد مرور شهور مضت..

قرأتها مجددا..هل هذا لجودتها؟لا اعرف..فقط الفكرة الرئيسية تروقني..,هذا يكفي تماما لإتمامها ..فشرعت ماسكا أزرار الكي بورد عازما الكتابة في الفصل الثاني.. فقط ليطالعني محمولي بمكالمة.. فأمسكته ناظرا للمتصل من ثم ضاغطا علي زر القبول مباشرة.

_ "أهلا (د.احمد خالد)؟!

لا نسمع صوت (د.احمد) فقط لنا أن نستمع لكلامي.

_ "لا افعل شيء البتة؟! فقط ابحث عن أفكار وهذا لان الوقت ضيق كالعادة.

_ "بالمناسبة يا دكتور عندي قصة (قلتها وأنا انظر للفصل المكتوب علي مونيتر الجهاز وكأنه سيهرب).. أردت سيادتك أن..احم.. إن تطالعها..(وبرقت الفكرة في رأسي أكثر واختمرت سريعا)..وإذا أحببت..احم..لك طبعا أن تكملها إن أردت.

_ "سيكون هذا من دواعي سروري أنا يا دكتور.. فقط سأرسلها لسيادتك حالا علي الميل" .

_ "أنا من سيكون شاكر لهذا التعاون الجميل" .

وأغلقنا علي ذلك.

وابتسمت..فهل ستكتمل القصة فعلا ..أم لعله تأخير أخر..وقد جاء من ناحية أخرى.. لا اعلم..

وقبل أن افقد حماسي بعثت بالفصل الأول هذا علي ميل (د.احمد خالد).

وهكذا دواليك...

* * *

فقط ثلاثة أيام ليطالعني فصل أخر يقبع بميلي.. مرفق برسالة من (د.احمد) يشكرني-بذوقه الجم- علي الفصل الأول والفكرة الألمعية.. قائلا بأنه حاول أن يجعل الفصل الثاني كامل الاختلاف براقا كما الأحداث في فصلي الأول.. قرأت الفصل المرسل-الثاني- سريعا.. وكدت التهمه لهم..فقط لاكتشف أن الأحداث برمتها قد أخذت منحني أخر.. وشخصيات أخرى ازدادت..مع فكرة أكثر ألمعية من فكرتي المتواضعة.. فوضعته بجانب الفصل الأول..غير عابيء بكتابة اسم للقصة بعد..والتي أسميتها اسم مؤقت لها (قصة بلا عنوان)..ورأيت إن علي أن اسمي الفصول كذلك فأسميت الأول (يوم يليق ببداية قصة)..وبعد قراءة الفصل الثاني الخاص بـ(د.احمد) لم أجد له خير من (يوم يليق بنهاية قصة!).. نعم فهو كذلك!!

وكان علي فيما بعد أن اكتب الفصل الثالث برضا بعدما قرأت الفصل الثاني المختلف عن طريقتي-الألمعية -في التفكير..

* * *

انتهيت من نهاية قصتي المسلسلة.. كتبت نهايتها -كما أحداثها- بتلك الصعوبة التي تصيبني في كل مرة والتي سرعان ما تخف وطئتها كلما توغلت في الأحداث!.

وابتسمت.. ابتسمت لأوراقي تلك الابتسامة الشبقية والتي تجعلني فرحا بمولد أحرفي .. فهل أنجزت اليوم؟! لا اعتقد.. فأنا لم اكتب بعد غير فصل هو فصل الختام بتلك القصة المسلسلة؟! فأزحت الأوراق جانبا عازما علي كتابة شيئا ما أخر..هل تكون قصة قصيرة؟! لا .. ليس بي مزاج لكتابة واحدة.. هل اجلس فقط لأفكر في أطراف جديدة لقصة جديدة؟! لا..ليس بي مزاج أيضا لذلك.. ماذا افعل إذا أن لم أجد سلواي في كتاباتي!!

قمت من جلستي علي (اللاب توب) ذاهبا لعمل (النسكافيه) علني أبدد وقتي في شيء مفيد مع التفكير!! وأنا بطريقي للمطبخ فتحت هاتفي النقال والهاتف المنزلي من بعد غلقهما.. فأنا لا اعمل والهواتف تعمل..ففتحتمهما بينما أنا اعجن النسكافيه باليد الأخرى..فقط لتطالعني الفكرة التي سأسير عليها في فصلي الثالث من قصتي مع (د.احمد).. والتي هي محورة بطبيعة فصولها وكاتبيها كذلك.. فالأسرع بالنسكافيه قبلما تهجرني الفكرة لأفرزها عسلا طيبا علي أوراقي.. وذلك قبلما افقد حماسي المتقد بالحريق.

* * *

كتبت وكتبت.. سطور تلت سطور.. أحداث متغيرة.. فهل هي نهاية القصة؟! بالطبع لا فالقصة أو لعلها الرواية لن تنتهي من ثلاثة فصول فقط؟!

كتبت ولكن ماذا عن الاسم..؟!

ماذا اسميه؟!.

هكذا فكرت في عدة أسماء-عرجاء- فقط استوقفني اسم.. انه غير موحي لكنه يفي بالغرض..وقد كان.

وهكذا وضعت اسم(بعد نهاية القصة).. عنوان لفصلي المتواضع.. الفصل الثالث من (قصة بلا عنوان)...

وقرأت الفصل كثيرا حتى يكون علي أهبة الاستعداد لبعثه لـ(د.احمد) عله يكمله بأحداث تبهرني كالمعتاد؟!!..

بعثته إليه علي الميل الخاص.. منتظرا رده حتى وان طال.. فأنا منتظر غير متعجل .. لكن بشرط أن تبهرني الأحداث قبل أن تعجب الآخرون فيما بعد.

* * *

جالسا متأملا وحدي كالمعتاد كلما حاولت الكتابة..باعدا نفسي عن أماكن تواجد زوجتي.. وعن شقاوة ابني الصغير..متأملا حياوات أخرى أريد طبعها علي الورق.. ناسيا عالمي بكل ما يحوى من وقائع مؤلمة..فقد قمت اليوم بما علي من قراءة أشياء بعينها..وشاهدت أفلاما بعينها..جالست أناسا بعينهم.. فماذا بقي من آدميتي-بعينها- سجينة أوراقي.. أرى إنني بالفعل استطعت أن اقتنص وقتا بخيلا- كما أرى- من الزمن لأطالع نفسيتي المحطمة علي اشرع الحياة.. جالس وحاسبي النقال متقابلين متأملا ربما في أيام لن تعود.. متخذا العوالم الرحبة بكل المعطيات علي الحاسب.. سرقني الوقت كالمعتاد.. شرعت افتح رسائل ميلي..فمدام الوقت قد ذهب فليذهب لأخره حتى إذا طفقت في الندم.. اندم حينها علي كل شيء.. وبالوقت نفسه أكون قد استمتعت بضياع الوقت لأقصي حد..نظرية يجب أن أحطمها في يوم ما.. حتى اخسر سلبية أخرى لضمان نجاح أخر..

الكثير من الرسائل العادية..في مجملها ..الإعلانية في اغلبها.. قمت بمسح الكثير من الرسايل عديمة المظهر كما المحتوى..فقط لتطالعني في الصفحة الثانية..رسالة من (د.احمد)..قرأتها سريعا وقرأت الفصل الرابع من القصة المشتركة.. حقا إن هذا الرجل لمبدع.. قرأته(الفصل ) للمرة الثانية..وقد اسماها الدكتور (صديقك من....).. فقط لتطالعني النهاية بشيء غير متوقع..فهو مأزق كما أرى..فليكن.. فكل شيء ممكن بتلك الأيام.. ولا شيء فوق العقل.. فقد نسخته عندي حتى يتسني لي قراءته فيما بعد علي مهل حتى يتم الإتيان بالفصل القادم-السخي بأحداثه- فهل يأتي حقا ذلك الفصل الخامس مع تلك الأحداث المتغيرة؟!..

لا اعلم؟! فقط كل ما هنالك إنني تركتها لكثير الوقت.. نسيتها.. نعم نسيتها في غمرة انشغالاتي الحقة..

* * *

"بدأ الأمر منذ عدة سنوات: كانت فكرة لقصة كتبت لها الفصل الأول,ثم أرسلتها إلي استاذى الدكتور"احمد خالد توفيق" لأعرف رأيه فيها , ولأسأله علي استحياء أن كان يحب فكرة استكمالها بحيث تكون في النهاية رواية كبيرة مشتركة..

تحمس الدكتور احمد خالد كثيرا وأرسل لي بالفصل الثاني علي الفور,كتبت الثالث وأرسلته إليه فأرسل لي مشكورا بالفصل الرابع, ومن يومها حتى ألان تأجلت الفكرة لأسباب عديدة,ومع "ترانزيت" رأيت انه ربما يكون قد أن أوان استخراجها ونفض الغبار من فوقها..

هذه أول رواية مشتركة في تاريخ"روايات مصرية للجيب" , وهي تجربة ممتعة وفريدة لي ككاتب,وأتمني أن يجدها القاريء كذلك أيضا, علي وعد باستكمالها في إعداد"ترانزيت" القادمة بإذن الله تعالي".

20‏/04‏/2008

قراءتى لكتيب (الدراما الروسية)؛


الدراما الروسية جـ1ــ


سعدت جدا بتعرضي لهذا الكتيب الممتع لكل محبي وقارئي الفن الروسي ومدارسه المختلفة ؛ فقد وجدته بمكتبه أبى.. ملقى مع الكثير من ذوات الحجم الصغير في ذلك الركن القصي بالمكتبة.

والكتيب يتبع سلسلة (كتابك) رقم 143 ؛ كاتبه / (د.فوزي فهمي)..لرئيس تحرير دار المعارف (أنيس منصور)..بسنة 1979م.

والذي يتعرض في مجمله بالعرض التاريخي للدراما الروسية منذ نشأتها بنهاية القرن السابع عشر وحتى بدء الثورة الروسية.


ويأتي تعرضي الحثيث لكل نوع من أنواع الدراما كلا علي حدة حيث:

1- الدراما الشعبية الروسية:

والتي تتمثل في احتفالات الزواج والغناء والتشخيص الجماعي حيث اتسام الدراما الشعبية بثبات الحبكة والموضوع والتي من ابرز كتابها (ا.س. بوشكين) & (م.د.تولتستوى).

2- الدراما الكنسية الروسية:

قدمت للمرة الأولى في القرن السادس عشر.. والتي كان من اشهر الأعمال الكنسية فصل “غسل الأرجل” الذي يعتمد على القصة الإنجيلية عن الأمسية السرية التي قام فيها السيد المسيح بغسل أرجل تلاميذه.

3- الدراما المدرسية الروسية:

كانت نشأتها في سبعينات وثمانينات القرن السابع عشر.. حيث اقتباس بعض موضوعات( الفصول الكنسية).. حيث تعتبر دراما المطران (ديمتري روستوف 1651-1709م) عن ميلاد المسيح من أحسن الأعمال المبكرة لهذا النوع.. وقد اتسمت الدراما المدرسية بالمزج الطيب بين الأحداث الإنجيلية وموضوعات العهد القديم والتشخيص في الرمزية كـ(الرذيلة – الكبرياء- الحقيقة).

تتكون- الدراما المدرسية- من مقدمة وثلاثة أو خمسة فصول بأسلوب متزحلق مخالفا بهذا الأسلوب الأشكال المسرحية المعروفة آنذاك.

وكان من اشهر كتابها الراهب الباحث (سيمون بولوتسكى 1629-1608م) حيث صاغ أعماله بالواقعية في القرن السابع عشر بالفعل حيث لم يصل من أعماله سوى ” الابن الضال”.& “القيصر بختنصر والجسد الذهبي والفتيان الثلاثة” والتي هي رؤية جديدة للدراما الكنسية ” الأتون المشتعل”.. كذلك أيضا يوجد الكاتب ( فيوفان بروكويو فتش 1686-1736م) حيث مسرحيته “الأمير فلاديمير الحاكم لبلاد روسيا السلافية من ظلام الكفر لنور الإنجيل مسوق إلى روح القدس ! 1702م”.

4- الدراما الكلاسيكية الروسية:

ازدهار الكلاسيكية كان بمنتصف القرن الثامن عشر..

أ- حيث يعد (ا.ب. سوماركوف 1717-1777م) مؤسسا للمدرسة الكلاسيكية..والذي كتب تسعة تراجيديات واثنا عشر كوميديا.. وبهذا يعد إنتاجه رصيدا للمسرح في روسيا ..والتي لم تكن تعالج أمورا مجردة بقدر ما هي تعليق علي الأحداث الجارية بأسلوب التلميح.. إلا إنها تتسم كذلك نقديا بضعف لمعنى الفني لها.. كذلك التصوير المجرد للشخصيات والتراخي في تتابع الأحداث.

ومن اشهر أعماله التراجيدية : ( خوريف 1747م- سيناف وتدو فور 1750م- ديمتري الدعى1771م).. والتي لاقوا إعجابا من معاصريه حتى انه قارن نفسه بـ(راسين & موليير).

ب- كذلك الكاتبة الإمبراطورة ( كاترين الثانية 1729-1796م) حيث لم يسبق لحاكم أن قام بدخول الحياة الثقافية..والتي كتبت الكثير من المسرحيات الكوميدية والتاريخية والأوبرا كوميديا؛ والتي تعتبر أعمالها استمرارا لتقاليد( سوماركوف).

ومن اشهر مسرحيتها ( أيها الزمن- السيد فورتشالكين- حضرة مدام فيستيزكوف مع أسرتها- غرفة انتظار النبيل المشهور..والتي كلها كتبتها عام 1772م). . و( الأسرة التي فرقتها الشكوك والمحاذير 1787م- سوء الفهم 1788م) والتي تعتمد مسرحياتها علي عقدة الكوميديا البسيطة.. كذلك مسرحيتها التاريخية مثل ( من حياة ر يوريك 1786م – القيادة الأولى لاولجا 1786م) والتي كانت بعيدة عن التاريخ الحقيقي ومؤكدة لأسس السلطة الملكية وموجهة ضد الأفكار المتحررة.

جـ- كذلك ظهر إلى جانب (سوماركوف) كاتبا أخر يدعى (ياكوف بوريسوفيتش كنياجين 1742-1791م) والتي نلمح بأعماله جوهر شخصيات أجنبية.. وقد كتب (كنياجين) عشرة تراجيديات منها ” أولجا – ديدونا 1769م – سوفونسيا 1786م- فاديم ).. إلى جانب أعماله الكوميدية ( الفشار 1786م- الغرباء 1790م- المصالح المنحوس- الحداد).

لم انتهى من الكتيب بعد فالبرغم من صغر حجمه إلا انه عظيم الفائدة.. لذلك أأجل بقية حديثي لجلسات قليلة قادمة.


زهره

حلم على نهر؛



جار النبي الحلو؛ من كتاب مدينة المحلة – الكبرى- الكبار.. كاتب ذو رؤية خاصة كدأب المحترفين.. احترف في الصياغة السلسة حيث السرد الوصفى بطريقة السهل الممتنع فتجد نفسك بعد قراءة فقرة من الرواية سارحا فيما قال ووصف.
عن المحلة حدثنا؛مدينة جميلة وصفها قبل سد النهر.. لم أكن أنا بتلك الأيام السعيدة لكنى عشتها روحيا مع رواية“حلم علي نهر”.
فالبطل (سيد) في الرواية حينما ضاقت به الأرض رغم رحابتها فضل اللجوء الحثيث إلي أطراف البلدة حيث النهر الجميل؛ ليجد صيادا خارجا من النهر علي ظهر بغلة.. كالحلم لكنه الحقيقة.. يقف (سيد) مشدوها لكن الصياد يطمئنه قائلا له بأنه يبحث عن كنزه الضائع بالنهر.. ويعد (سيد) بتحقيق حلمه الذي هو بيت علي ضفاف النهر علي آلا ينسي عدة زروع صغيرة هامة لمجيء الصياد إليه مرات أخرى..
(جميلة) الزوجة الريفية الأصيلة والتي تحزن عند مغادرة البيت العائلي الكبير لتذهب مع زوجها وأولادها الصغار في الخلاء لبناء البيت الجديد, والذي استعد له سيد بجلب الأخشاب بمساعدة الفلاح الطيب (زينهم) صاحب الحمار .
يقوم (سيد) سعيدا برسم الحدود واضعا لتلك الحدود بابا خشبيا عملاق.. فيأتيه خاله الغائب دوما ليبارك له مندهشا فيفسر له (سيدا) أن هذا الخلاء سيصير عصريا فيما بعد ليس ببعيد.
يظهر الصديق(أبو سعدة) ذلك الفلاح الطيب ذاهبا ليرى البيت الجديد بعد بناؤه والذي اسماه (زينهم) عند اكتمال البناء ببيت العفاريت لوجوده في الخلاء بالجوار من النهر.
يمر الصيف كالانسام ويأتي الشتاء؛ فتنزل قطرة ماء علي جبين (سيد)؛فتضايقه ليجد البيت بالكامل غارقا في الأوحال صباحا..فيجد حتى يرجعه كما كان .. فيشتاق لملاقاة الصياد مرة أخرى ليكتشف انه نسى شراء إن زهرة (البنسيانا) التي تخرج الزهور الحمراء.. فتجيئه الأم المكلومة عليه لتخبره بخبر سفرها للحج.. وأثناء سفرها يموت الفلاح الطيب (زينهم) في حادثة مفجعة علي قضبان القطار القريب هو وحماره .
ظهور”الخندق” للحروب في بضع كلمات فلا تثير في(سيد) شيء.. فقط من بعدها يظهر الصياد فوق شجرة التمر حنة الذي فاح عطرها بقوة حينما حضر؛ قائلا لـ(سيد) آمره الجديد بنقل البيت للوراء - اى ليكون بعد النهر وقبل جسر الحاوي للقطار- مفسرا قوله بأن الجنية الطيبة تسكن تحت نافذة بيته وهذا ضايقها فلا يغضبها.. ويحاول (سيد) منه الاستفسار إلا انه يختفي كالسابق.. فتلح عليه الفكرة وكيفية التنفيذ والذي منها يصير كالمحمومين فاستعان بصديقه(ابوسعدة) وأخيه (خور شيد) ورفاقه لنقل البيت لمكانه الجديد المختار.. ناقلا بنفسه زروعه الصغيرات شاقا لهم قناة/نهرا فرعية للروي.
كان مصدر رزقه ضيق فنجد انه تارة يعمل مع والده في محل الجزارة بقروش قليلة؛ وتارة أخرى يرسم رسوما للزعماء والجنيه علي نور الكلوب ويبيعهم لعمال شركة مصر..
يجيء نبأ بيع الخندق.. فيسر ويأخذ نقودا أربع جنيهات من أخيه (خور شيد) ويشترى طوب الخندق وتلح عليه فكرة هدم بيته بانيا إياه بالطوب الأحمر ليعيش طويلا..
تلد (جميلة)؛ ولا يجد هو المال لشراء الزلط والاسمنت والذي يستعير ثمنهم من صديق له اسمه (عباس) يمتلك حنطورا.. فترجع أمه من الحجاز ويموت أبيه..وفكرة هدم بيته الطيني مازالت تلح عليه فقط هو حدد وقتا لذلك قرابة الأسبوعين.
يخرج الصياد علي بغلته من قاع النهر ليجد (سيدا) وعائلته جالسين في خيمة بالجوار من البناء الجديد للبيت فيختفي دونما كلام. فتأتى إليه الأم لتعيش عنده لوفاة أبيه فيرحب بها أيما ترحيب.. ويمر أخر قطار للدلتا بذلك الوقت فيتذكر (زينهم) الوفي وحماره .. فقط من بعدها يفكر في بناء بئر بحديقته؛ ويسعد بشدة عندما يبنى بالجوار منه صديقه(أبو سعدة).. وتأتى تطلعاته الجموح بدخول الكهرباء لتحيل الليل كالنهار تماما..و تموت الوالدة في زيارة لها لبيتها القديم.. وبعدها يفكر (سيد) في دخول المياه.. فيظهر الصياد مودعا (سيد) لأنه قد وجد نصف كنزه الضائع وكذلك لسد النهر.
(سيد) الآن رجل كهل تعدى عقود الشباب ليصير من الشيوخ .. له من الأولاد الكثير.. الأضواء مضاءة..والمياه بالجوار.. الشوارع الإسفلتية أضحت حقيقة.. المدنية غمرت المدينة البكر فأصبغتها بالحضارة المنشودة كالدول الغربية التي قرأ عنها قديما.. يموت الصديق (أبو سعدة) ؛ فيأتي من بعدها مهندسو الري آمرين العمال بسد النهر فيلقى كل من في القرية أحب ما لديه به..
وتمر علي (سيد) كثير السنون ليروي لابنه (جابر) من نافذة البيت العالية بأنه بالقرب من البيت كان يقبع النهر الجميل وعلي النهر كانت تقبع الأحلام الجميلة الملون.

16‏/04‏/2008

حيا او كما يريد ؛




الغبار في كل مكان..

اشعر بأن جسدى مرت من فوقه بارجة حديدية ضخمة..

لكن ماذا حدث؟!..

فأنا لا اكاد احرك من جسدى كله الا جفناي النصف غليقة ولا اعرف لهذا من سبب..

لكني-حقيقة- بجفناي فقط استطع الصمود..

ولكن ما كل هذا الدمار والخراب من حولي..ولماذا انا منقلب هكذا..

بعد هينهة من التفكير المتعب رأيت الكثير من مرتدى اللون الابيض..وكل اثنين منهم يمسكان بمحفة..

رداوتني بحينها الفكرة المخيفة؟!..

هل انا ميت!!!

رأيتهم يحملون من بجانبي بغير اهتمام وواضعيهم علي المحفة ووضعوني معهم..ومن ثم رمينا كلنا في عربة الاسعاف المزعجة..

وهنا تذكرت ما حدث..

حيث لقد كنت عائدا الي مدينتي..وكنت بالقطار الذي فوجئنا به جميعا يبتعد عن مساره غير عالمين ما يحدث سوا بعض بعض الاصوات والحشرجة المكتومة ومن ثم انقلب القطار علي جانبه الايمن وهنا جاءت الدعوات الوجلة السريعة..لنكتشف اننا صرنا نقذف بالقطار من علي ذلك الكوبرى العلوى الغير مخصص للقطارات اصلا..

_نعم..يجب ان اكون ميتا بعد كل ما رأيت..

لكن لقد تمت المعجزة واصبحت حيا والا لما كنت شعرت بالموجودين من حولي وبالآلآمي المبرحة..

لكن كيف لي ان اخبرهم بكوني حيا..

اسودت الدنيا بخاطرى عندما ولجت لتلك النقطة..وكظمت غيظي المحفوف بالسكون..عل الله يلهمني..

وصلنا عبر ذلك الطريق المتعرج لتلك المشرحة الشهيرة..وقد وضعونا بغير اهتمام مكومين بذلك الركن..حتي ينظروا في امرنا..وبعد مدة-في الواقع-بسيطة اجد ان كل اثنين من العاملين هنا يضعون احدنا علي محفة اخري تحسبا لبداية العمل..

وانتشروا فينا..

لكن كيف لي بأن انبههم بأني ما زلت حي؟!..

فحاولت تحريك جفني اكثر لكني لم استطع..فماذا افعل؟!..

مسك الطبيب المبضع متهيأ لعمل اللازم..فإذا به وباليد الاخرى يمسك بمنشفة مسح بها العرق المتصبب علي جبينه العريض..ومن ثم-للاسف- قذف بالمنشفة علي وجهي غير مهتم..

_"يا الهي..حتى أملي الأخير"..

.."سأنهار"..

كيف أحيا والمصاعب لا تأتي فرادي..

حاولت متحاملا جلب بعضا من الهواء حتي..لكن بلا فائدة تذكر..

فسمعت احد الممرضين يقول للطبيب:

_"هناك جثة أخرى ونريد سيادتك-آسفين-بأن تتفحصها أولا".

أظن أن الطبيب قد مصمص شفتيه مرهقا منزعجا بغير اكتراث..قائلا:

_"ضعوا هذه الجثة بالثلاجة اذا الي ما أأتي!".

_"يا الإلهي..من موت دان الي موت محقق!!".

قلتها محاولا فعل شيء.. لاجد ان الشلل اعتراني في كامل جسدي ولا استطيع حتي ان احملق فيهم ليعرفوا بأنني مازلت حيا.. فماذا افعل؟!..

_"أنقذني يارب..أنقذني أرجوك؟!"..

وجدت بأن الممرض يستعد فعلا لزحزحة المحفة ووجدت يده تزيل المنشفة من فوق وجهي قاذفا اياها بعيدا بغير اهتمام..وهم ليفتح درج ثلاجة.. فشعرت لتوى بالبرودة التي اعترتني بوقتها..فهل انا مازلت اشعر.. فلماذا اذا لا اعرف أن اعبر لهم بأنني حي؟!..

فطفقت ابكي من لوعتي بأن النهاية دانية بالرغم من اني ما زلت حيا وبالرغم من كل ما حدث لي..

هنا وجدت-ولدهشتي- أن الممرض يحملق بوجهي..لماذا يحملق في هذا الاحمق..كفاني ما انا فيه..ووجدته يسرع راكضا مناديا الطبيب..وعندما اتي سريعا حملق في هو الاخر بعد بضع كلمات مبهمة..

ومن ثم وجدته يبتسم..قائلا لي:

_"الحمد لله انك مازلت حي..لقد ناداني الممرض ليبث لي انك مازلت حيا عن طريق..دموعك".

وبيده التي وجدت انها تمسح دموعي ..فبكيت اكثر..بغير صوت:

_حمدا لله ..هل لاحظوها حقا..

ومن ثم اكمل لي قائلا بانفعال:

_"كدنا نقتلك يا رجل ونحن لا نعلم..ولكن اشكر الله ان جعلك تبكي ونرى دموعك"..

(وطمئني قائلا):

_"اطمئن سنذهبك الي المستشفي ليتم العلاج..اطمئن ولا تقلق".