وقف يا اسمر.


حدثتنى عن هواها وحبهــــــــــا
قالت؛ انت كتير حارق قلبها
وبتستحى تقنك وبتخاف الملام :(

وقف يا اسمر..


16‏/04‏/2008

حيا او كما يريد ؛




الغبار في كل مكان..

اشعر بأن جسدى مرت من فوقه بارجة حديدية ضخمة..

لكن ماذا حدث؟!..

فأنا لا اكاد احرك من جسدى كله الا جفناي النصف غليقة ولا اعرف لهذا من سبب..

لكني-حقيقة- بجفناي فقط استطع الصمود..

ولكن ما كل هذا الدمار والخراب من حولي..ولماذا انا منقلب هكذا..

بعد هينهة من التفكير المتعب رأيت الكثير من مرتدى اللون الابيض..وكل اثنين منهم يمسكان بمحفة..

رداوتني بحينها الفكرة المخيفة؟!..

هل انا ميت!!!

رأيتهم يحملون من بجانبي بغير اهتمام وواضعيهم علي المحفة ووضعوني معهم..ومن ثم رمينا كلنا في عربة الاسعاف المزعجة..

وهنا تذكرت ما حدث..

حيث لقد كنت عائدا الي مدينتي..وكنت بالقطار الذي فوجئنا به جميعا يبتعد عن مساره غير عالمين ما يحدث سوا بعض بعض الاصوات والحشرجة المكتومة ومن ثم انقلب القطار علي جانبه الايمن وهنا جاءت الدعوات الوجلة السريعة..لنكتشف اننا صرنا نقذف بالقطار من علي ذلك الكوبرى العلوى الغير مخصص للقطارات اصلا..

_نعم..يجب ان اكون ميتا بعد كل ما رأيت..

لكن لقد تمت المعجزة واصبحت حيا والا لما كنت شعرت بالموجودين من حولي وبالآلآمي المبرحة..

لكن كيف لي ان اخبرهم بكوني حيا..

اسودت الدنيا بخاطرى عندما ولجت لتلك النقطة..وكظمت غيظي المحفوف بالسكون..عل الله يلهمني..

وصلنا عبر ذلك الطريق المتعرج لتلك المشرحة الشهيرة..وقد وضعونا بغير اهتمام مكومين بذلك الركن..حتي ينظروا في امرنا..وبعد مدة-في الواقع-بسيطة اجد ان كل اثنين من العاملين هنا يضعون احدنا علي محفة اخري تحسبا لبداية العمل..

وانتشروا فينا..

لكن كيف لي بأن انبههم بأني ما زلت حي؟!..

فحاولت تحريك جفني اكثر لكني لم استطع..فماذا افعل؟!..

مسك الطبيب المبضع متهيأ لعمل اللازم..فإذا به وباليد الاخرى يمسك بمنشفة مسح بها العرق المتصبب علي جبينه العريض..ومن ثم-للاسف- قذف بالمنشفة علي وجهي غير مهتم..

_"يا الهي..حتى أملي الأخير"..

.."سأنهار"..

كيف أحيا والمصاعب لا تأتي فرادي..

حاولت متحاملا جلب بعضا من الهواء حتي..لكن بلا فائدة تذكر..

فسمعت احد الممرضين يقول للطبيب:

_"هناك جثة أخرى ونريد سيادتك-آسفين-بأن تتفحصها أولا".

أظن أن الطبيب قد مصمص شفتيه مرهقا منزعجا بغير اكتراث..قائلا:

_"ضعوا هذه الجثة بالثلاجة اذا الي ما أأتي!".

_"يا الإلهي..من موت دان الي موت محقق!!".

قلتها محاولا فعل شيء.. لاجد ان الشلل اعتراني في كامل جسدي ولا استطيع حتي ان احملق فيهم ليعرفوا بأنني مازلت حيا.. فماذا افعل؟!..

_"أنقذني يارب..أنقذني أرجوك؟!"..

وجدت بأن الممرض يستعد فعلا لزحزحة المحفة ووجدت يده تزيل المنشفة من فوق وجهي قاذفا اياها بعيدا بغير اهتمام..وهم ليفتح درج ثلاجة.. فشعرت لتوى بالبرودة التي اعترتني بوقتها..فهل انا مازلت اشعر.. فلماذا اذا لا اعرف أن اعبر لهم بأنني حي؟!..

فطفقت ابكي من لوعتي بأن النهاية دانية بالرغم من اني ما زلت حيا وبالرغم من كل ما حدث لي..

هنا وجدت-ولدهشتي- أن الممرض يحملق بوجهي..لماذا يحملق في هذا الاحمق..كفاني ما انا فيه..ووجدته يسرع راكضا مناديا الطبيب..وعندما اتي سريعا حملق في هو الاخر بعد بضع كلمات مبهمة..

ومن ثم وجدته يبتسم..قائلا لي:

_"الحمد لله انك مازلت حي..لقد ناداني الممرض ليبث لي انك مازلت حيا عن طريق..دموعك".

وبيده التي وجدت انها تمسح دموعي ..فبكيت اكثر..بغير صوت:

_حمدا لله ..هل لاحظوها حقا..

ومن ثم اكمل لي قائلا بانفعال:

_"كدنا نقتلك يا رجل ونحن لا نعلم..ولكن اشكر الله ان جعلك تبكي ونرى دموعك"..

(وطمئني قائلا):

_"اطمئن سنذهبك الي المستشفي ليتم العلاج..اطمئن ولا تقلق".

هناك تعليقان (2):

أحمد منتصر يقول...

مبروك المدونة :)

زهره حبيسه يقول...

اه يا احمد ازيك انت يا اميمسى؛
الله يبارك فيك.. بس كدة زى منت شايف لسه كإمكانيات ضعيفة وبتحبو..

زهره