سعدت جدا بتعرضي لهذا الكتيب الممتع لكل محبي وقارئي الفن الروسي ومدارسه المختلفة ؛ فقد وجدته بمكتبه أبى.. ملقى مع الكثير من ذوات الحجم الصغير في ذلك الركن القصي بالمكتبة.
والكتيب يتبع سلسلة (كتابك) رقم 143 ؛ كاتبه / (د.فوزي فهمي)..لرئيس تحرير دار المعارف (أنيس منصور)..بسنة 1979م.
والذي يتعرض في مجمله بالعرض التاريخي للدراما الروسية منذ نشأتها بنهاية القرن السابع عشر وحتى بدء الثورة الروسية.
ويأتي تعرضي الحثيث لكل نوع من أنواع الدراما كلا علي حدة حيث:
1- الدراما الشعبية الروسية:
والتي تتمثل في احتفالات الزواج والغناء والتشخيص الجماعي حيث اتسام الدراما الشعبية بثبات الحبكة والموضوع والتي من ابرز كتابها (ا.س. بوشكين) & (م.د.تولتستوى).
2- الدراما الكنسية الروسية:
قدمت للمرة الأولى في القرن السادس عشر.. والتي كان من اشهر الأعمال الكنسية فصل “غسل الأرجل” الذي يعتمد على القصة الإنجيلية عن الأمسية السرية التي قام فيها السيد المسيح بغسل أرجل تلاميذه.
3- الدراما المدرسية الروسية:
كانت نشأتها في سبعينات وثمانينات القرن السابع عشر.. حيث اقتباس بعض موضوعات( الفصول الكنسية).. حيث تعتبر دراما المطران (ديمتري روستوف 1651-1709م) عن ميلاد المسيح من أحسن الأعمال المبكرة لهذا النوع.. وقد اتسمت الدراما المدرسية بالمزج الطيب بين الأحداث الإنجيلية وموضوعات العهد القديم والتشخيص في الرمزية كـ(الرذيلة – الكبرياء- الحقيقة).
تتكون- الدراما المدرسية- من مقدمة وثلاثة أو خمسة فصول بأسلوب متزحلق مخالفا بهذا الأسلوب الأشكال المسرحية المعروفة آنذاك.
وكان من اشهر كتابها الراهب الباحث (سيمون بولوتسكى 1629-1608م) حيث صاغ أعماله بالواقعية في القرن السابع عشر بالفعل حيث لم يصل من أعماله سوى ” الابن الضال”.& “القيصر بختنصر والجسد الذهبي والفتيان الثلاثة” والتي هي رؤية جديدة للدراما الكنسية ” الأتون المشتعل”.. كذلك أيضا يوجد الكاتب ( فيوفان بروكويو فتش 1686-1736م) حيث مسرحيته “الأمير فلاديمير الحاكم لبلاد روسيا السلافية من ظلام الكفر لنور الإنجيل مسوق إلى روح القدس ! 1702م”.
4- الدراما الكلاسيكية الروسية:
ازدهار الكلاسيكية كان بمنتصف القرن الثامن عشر..
أ- حيث يعد (ا.ب. سوماركوف 1717-1777م) مؤسسا للمدرسة الكلاسيكية..والذي كتب تسعة تراجيديات واثنا عشر كوميديا.. وبهذا يعد إنتاجه رصيدا للمسرح في روسيا ..والتي لم تكن تعالج أمورا مجردة بقدر ما هي تعليق علي الأحداث الجارية بأسلوب التلميح.. إلا إنها تتسم كذلك نقديا بضعف لمعنى الفني لها.. كذلك التصوير المجرد للشخصيات والتراخي في تتابع الأحداث.
ومن اشهر أعماله التراجيدية : ( خوريف 1747م- سيناف وتدو فور 1750م- ديمتري الدعى1771م).. والتي لاقوا إعجابا من معاصريه حتى انه قارن نفسه بـ(راسين & موليير).
ب- كذلك الكاتبة الإمبراطورة ( كاترين الثانية 1729-1796م) حيث لم يسبق لحاكم أن قام بدخول الحياة الثقافية..والتي كتبت الكثير من المسرحيات الكوميدية والتاريخية والأوبرا كوميديا؛ والتي تعتبر أعمالها استمرارا لتقاليد( سوماركوف).
ومن اشهر مسرحيتها ( أيها الزمن- السيد فورتشالكين- حضرة مدام فيستيزكوف مع أسرتها- غرفة انتظار النبيل المشهور..والتي كلها كتبتها عام 1772م). . و( الأسرة التي فرقتها الشكوك والمحاذير 1787م- سوء الفهم 1788م) والتي تعتمد مسرحياتها علي عقدة الكوميديا البسيطة.. كذلك مسرحيتها التاريخية مثل ( من حياة ر يوريك 1786م – القيادة الأولى لاولجا 1786م) والتي كانت بعيدة عن التاريخ الحقيقي ومؤكدة لأسس السلطة الملكية وموجهة ضد الأفكار المتحررة.
جـ- كذلك ظهر إلى جانب (سوماركوف) كاتبا أخر يدعى (ياكوف بوريسوفيتش كنياجين 1742-1791م) والتي نلمح بأعماله جوهر شخصيات أجنبية.. وقد كتب (كنياجين) عشرة تراجيديات منها ” أولجا – ديدونا 1769م – سوفونسيا 1786م- فاديم ).. إلى جانب أعماله الكوميدية ( الفشار 1786م- الغرباء 1790م- المصالح المنحوس- الحداد).
لم انتهى من الكتيب بعد فالبرغم من صغر حجمه إلا انه عظيم الفائدة.. لذلك أأجل بقية حديثي لجلسات قليلة قادمة.
زهره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق