وقف يا اسمر.


حدثتنى عن هواها وحبهــــــــــا
قالت؛ انت كتير حارق قلبها
وبتستحى تقنك وبتخاف الملام :(

وقف يا اسمر..


20‏/04‏/2008

حلم على نهر؛



جار النبي الحلو؛ من كتاب مدينة المحلة – الكبرى- الكبار.. كاتب ذو رؤية خاصة كدأب المحترفين.. احترف في الصياغة السلسة حيث السرد الوصفى بطريقة السهل الممتنع فتجد نفسك بعد قراءة فقرة من الرواية سارحا فيما قال ووصف.
عن المحلة حدثنا؛مدينة جميلة وصفها قبل سد النهر.. لم أكن أنا بتلك الأيام السعيدة لكنى عشتها روحيا مع رواية“حلم علي نهر”.
فالبطل (سيد) في الرواية حينما ضاقت به الأرض رغم رحابتها فضل اللجوء الحثيث إلي أطراف البلدة حيث النهر الجميل؛ ليجد صيادا خارجا من النهر علي ظهر بغلة.. كالحلم لكنه الحقيقة.. يقف (سيد) مشدوها لكن الصياد يطمئنه قائلا له بأنه يبحث عن كنزه الضائع بالنهر.. ويعد (سيد) بتحقيق حلمه الذي هو بيت علي ضفاف النهر علي آلا ينسي عدة زروع صغيرة هامة لمجيء الصياد إليه مرات أخرى..
(جميلة) الزوجة الريفية الأصيلة والتي تحزن عند مغادرة البيت العائلي الكبير لتذهب مع زوجها وأولادها الصغار في الخلاء لبناء البيت الجديد, والذي استعد له سيد بجلب الأخشاب بمساعدة الفلاح الطيب (زينهم) صاحب الحمار .
يقوم (سيد) سعيدا برسم الحدود واضعا لتلك الحدود بابا خشبيا عملاق.. فيأتيه خاله الغائب دوما ليبارك له مندهشا فيفسر له (سيدا) أن هذا الخلاء سيصير عصريا فيما بعد ليس ببعيد.
يظهر الصديق(أبو سعدة) ذلك الفلاح الطيب ذاهبا ليرى البيت الجديد بعد بناؤه والذي اسماه (زينهم) عند اكتمال البناء ببيت العفاريت لوجوده في الخلاء بالجوار من النهر.
يمر الصيف كالانسام ويأتي الشتاء؛ فتنزل قطرة ماء علي جبين (سيد)؛فتضايقه ليجد البيت بالكامل غارقا في الأوحال صباحا..فيجد حتى يرجعه كما كان .. فيشتاق لملاقاة الصياد مرة أخرى ليكتشف انه نسى شراء إن زهرة (البنسيانا) التي تخرج الزهور الحمراء.. فتجيئه الأم المكلومة عليه لتخبره بخبر سفرها للحج.. وأثناء سفرها يموت الفلاح الطيب (زينهم) في حادثة مفجعة علي قضبان القطار القريب هو وحماره .
ظهور”الخندق” للحروب في بضع كلمات فلا تثير في(سيد) شيء.. فقط من بعدها يظهر الصياد فوق شجرة التمر حنة الذي فاح عطرها بقوة حينما حضر؛ قائلا لـ(سيد) آمره الجديد بنقل البيت للوراء - اى ليكون بعد النهر وقبل جسر الحاوي للقطار- مفسرا قوله بأن الجنية الطيبة تسكن تحت نافذة بيته وهذا ضايقها فلا يغضبها.. ويحاول (سيد) منه الاستفسار إلا انه يختفي كالسابق.. فتلح عليه الفكرة وكيفية التنفيذ والذي منها يصير كالمحمومين فاستعان بصديقه(ابوسعدة) وأخيه (خور شيد) ورفاقه لنقل البيت لمكانه الجديد المختار.. ناقلا بنفسه زروعه الصغيرات شاقا لهم قناة/نهرا فرعية للروي.
كان مصدر رزقه ضيق فنجد انه تارة يعمل مع والده في محل الجزارة بقروش قليلة؛ وتارة أخرى يرسم رسوما للزعماء والجنيه علي نور الكلوب ويبيعهم لعمال شركة مصر..
يجيء نبأ بيع الخندق.. فيسر ويأخذ نقودا أربع جنيهات من أخيه (خور شيد) ويشترى طوب الخندق وتلح عليه فكرة هدم بيته بانيا إياه بالطوب الأحمر ليعيش طويلا..
تلد (جميلة)؛ ولا يجد هو المال لشراء الزلط والاسمنت والذي يستعير ثمنهم من صديق له اسمه (عباس) يمتلك حنطورا.. فترجع أمه من الحجاز ويموت أبيه..وفكرة هدم بيته الطيني مازالت تلح عليه فقط هو حدد وقتا لذلك قرابة الأسبوعين.
يخرج الصياد علي بغلته من قاع النهر ليجد (سيدا) وعائلته جالسين في خيمة بالجوار من البناء الجديد للبيت فيختفي دونما كلام. فتأتى إليه الأم لتعيش عنده لوفاة أبيه فيرحب بها أيما ترحيب.. ويمر أخر قطار للدلتا بذلك الوقت فيتذكر (زينهم) الوفي وحماره .. فقط من بعدها يفكر في بناء بئر بحديقته؛ ويسعد بشدة عندما يبنى بالجوار منه صديقه(أبو سعدة).. وتأتى تطلعاته الجموح بدخول الكهرباء لتحيل الليل كالنهار تماما..و تموت الوالدة في زيارة لها لبيتها القديم.. وبعدها يفكر (سيد) في دخول المياه.. فيظهر الصياد مودعا (سيد) لأنه قد وجد نصف كنزه الضائع وكذلك لسد النهر.
(سيد) الآن رجل كهل تعدى عقود الشباب ليصير من الشيوخ .. له من الأولاد الكثير.. الأضواء مضاءة..والمياه بالجوار.. الشوارع الإسفلتية أضحت حقيقة.. المدنية غمرت المدينة البكر فأصبغتها بالحضارة المنشودة كالدول الغربية التي قرأ عنها قديما.. يموت الصديق (أبو سعدة) ؛ فيأتي من بعدها مهندسو الري آمرين العمال بسد النهر فيلقى كل من في القرية أحب ما لديه به..
وتمر علي (سيد) كثير السنون ليروي لابنه (جابر) من نافذة البيت العالية بأنه بالقرب من البيت كان يقبع النهر الجميل وعلي النهر كانت تقبع الأحلام الجميلة الملون.

ليست هناك تعليقات: