لم يتطرق بوش في خطابه أمام الكنيست الى مفاوضات «السلام»، ونال تصفيقا لم ينل مثله من قبل، وكأن لا وجود لشعب فلسطيني يحتفل الرئيس الأميركي بنكبته. استحضر جذورا دينية وتوراتية وتاريخية للتأكيد على «شرعية» وجود إسرائيل في هذه الأرض المحتلة. حتى إن بوش قرر فجأة استحضار... ديفيد بن غوريون من موته، وارييل شارون من غيبوبته. وكالة «رويترز» عنونت تقريرها حول خطابه مستخدمة عبارة «نبوءة بوش».
وتوّج بوش دعم إدارته لإسرائيل بخطاب دعائي، بالغ فيه بالإشادة بالدولة العبرية بوصفها «أكثر الديموقراطيات الحرة في الشرق الأوسط»، مندداً بقرارات «العار» التي تصدرها الأمم المتحدة ضدها، مشدداً على أنّ واشنطن ستبقى إلى جانب الإسرائيليين في مواجهة «إرهابيي» حماس وحزب الله والقاعدة، و»راعيتهم» إيران.
وفي الذكرى الستين لإعلان إسرائيل، قال بوش إنّ «أميركا تقف إلى جانبكم بقوة لمواجهة برامج إيران وطموحاتها النووية، وعدم السماح للإرهابيين بالحصول على أسلحة دمار شامل»، مشدداً على أنه يجب «عدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة الدمار الشامل حفاظا على الأجيال القادمة».
وأضاف «نجتمع للاحتفال بمناسبة مهمة، فقبل ستين عاماً أعلن ديفيد بن غوريون استقلال إسرائيل، مؤسساً بذلك الحق الطبيعي للشعب اليهودي بتقرير مصيره، وكان ذلك التزاماً بالوعد القديم لإبراهيم وموسى وداوود، بمنح الشعب المختار وطناً له»، مشيراً إلى أنّه «بعد 11 دقيقة كانت الولايات المتحدة بفخر الدولة الأولى التي تعترف باستقلال إسرائيل».
وقال بوش إنّ «أسفي الوحيد يكمن في أنّ أحد قادة إسرائيل الكبار ليس هنا لمشاركتنا هذه اللحظة... صلوات الشعب الأميركي لـ(رئيس الوزراء السابق) ارييل شارون».
ورأى بوش أنّ «القاعدة وحزب الله وحماس ستلحق بهم الهزيمة حيث يدرك المسلمون في كل مكان بعدم عدالة قضيتهم»، مؤكداً أنّ «الشرق الأوسط سينعم بالسلام والتسامح في المستقبل، وإسرائيل ستحتفل بعيدها الـ120 بعد 60 عاماً وستكون للفلسطينيين دولتهم المستقلة وسينتهي حزب الله وحركة حماس». وأضاف أنّ « شعب إسرائيل قد يزيد عن سبعة ملايين نسمة بقليل، لكن عندما تواجهون الإرهاب والشر سيكون عددكم 307 ملايين لان أميركا إلى جانبكم». وأكد بوش أنّ «التحالف بين الحكومتين الأميركية والإسرائيلية لا يمكن تحطيمه»، معتبراً أنه «من العار أن الأمم المتحدة تصدر بشكل منتظم قرارات بخصوص حقوق الإنسان تدين أكثر الديموقراطيات الحرة في الشرق الأوسط».
وتابع أن «السماح لراعية الإرهاب الرئيسية في العالم (إيران) بامتلاك أكثر الأسلحة فتكاً في العالم سيكون خيانة لا تغتفر لأجيال المستقبل»
وأضاف أنه «من القاهرة والرياض إلى بغداد وبيروت سيعيش الناس في مجتمعات حرة ومستقلة حيث ستعزز الرغبة في السلام بالعلاقات الدبلوماسية والسياحة والتجارة، وستصبح إيران وسوريا دولتين سلميتين حيث سيتحول القمع القائم اليوم إلى ذكرى بعيدة».
أولمرت
وفيما اقتصر خطاب الرئيس الأميركي على الترويج للدولة العبرية في الذكرى الستين لإعلانها، تولى أولمرت مهمة الحديث عن مشروع التسوية الذي يروج له بوش، ما دفع معلقين إسرائيليين الى الحديث عن هذه المفارقة بالإشارة الى أن بوش وأولمرت تبادلا الخطابين.
اعتبر أولمرت أنّ «اتفاق سلام يعكس بالكامل رؤيتكم (بوش)، ويستند على أساس حل بدولتين ستصادق عليه غالبية كبرى في الكنيست وستدعمه الغالبية الكبرى من الشعب الإسرائيلي»، واصفاً زيارة بوش إلى إسرائيل بأنها «تلميح رائع للصداقة بيننا على المستوى الشخصي وبين الدولتين»