ندى الصغيرة؛ فتاة جميلة برقة الندى الصباحي اللطيف.. تطير بغرفتها عصفورتها الصغيرة والتي أسمتها (صوصوة).
في الحديقة كانت تجرى ندى وراء عصفورتها صوصوة وتدوران حول الزهور الملونة..
العصفورة الصغيرة الملونة تحدث ندى بالكثير من الصوصوة المغردة.. وبمرور الوقت صارت ندى تتفهم العصفورة في صوصوتها كذلك العصفورة التي صارت تتفهم كلام ندى في ما تريده.. انه ذلك الشيء من الألفة التي ولدت بين قلبين صغيرين معا..
كان للعصفورة صغارا على الشجرة المجاورة للمنزل.. حيث كل يوم كانت تذهب إليهم العصفورة الأم وفى فمها الغذاء لهم.. وأحيانا كانت ندى تجلب الطعام للعصفورة من الوالدة التي كانت ترحب ذلك لأنها تعطف على العصفورة وصغارها..
كانت اغلب أوقات ندى والعصفورة هو اللعب المطلق.. فكانت ندى تأتى بالأوراق وتثنيه على هيئة مركبات صغيرة.. والعصفورة- فرحة- بالجوار تشرب من الماء وتغرد بالصوصوة الشجية.
وفي مرة من المرات أثناء اللعب بالمركبات في الماء كعهديهما .. أخذت العصفورة مركبة ورقية في الماء وطارت.. جرت ورائها ندى في أرجاء الحديقة فرحة بذلك اللعب؛ إلا أن العصفورة اختفت..
اختفت عن عيني ندى فجأة وسبب ذلك الحزن الشديد لها.. حيث جلست بالقرب من الشجرة التي يسكنها صغار العصفورة في انتظار أمهم.. سامعة منهم كثير الصوصوة اى الشجار كما تفهمت.. إلى إن غلبها النعاس ..
جاءت العصفورة آخذه عصافيرها الصغار.. ورحلت .
أفاقت ندى على صوت والدتها بأن تدخل البيت لان الليل سيحل.
انزعجت ندى عندما لم ترى العصافير الصغار بمكانهم فوق العش.. غير إن أصواتهم لم تعد مسموعة..
دخلت ندى البيت حابسة دموعها التي لم تكن تدخل غرفتها إلا وانهمرت.. فانزعجت الوالدة من ذلك.. فحكت لها كل شيء عن العصفورة ورحيلها المفاجيء.
فأفهمتها الوالدة- بكثير من الود- إن العصفورة مثلا رأت مكانا أفضل لها وللصغار من شجرة بيتهم.. أو مثلا وجدت مكانا لتجمع العصافير ففضلت المكوث معهم لتستأنس بهم.. وان لا يجب الحزن عليها بل الفرح من اجلها..
بكت ندى كثيرا..
وبمرور الوقت أخذت ندى في تناسي الموضوع وان كان هذا آلمها كثيرا.
في صباح احد الأيام.. ندى ذاهبة كدأبها لمدرستها القريبة.. فإذا بها تجد العصفورة(صوصوة) واقفة على سور الحديقة.. جرت إليها وهى تكاد تنكفيء على وجهها من الفرحة.. وجاءتها العصفورة سريعا وواقفة بحضن كفيها ..وقد قبلتها ندى بكل الحب ..
_ قالت لي امى انك وجدت مكانا أفضل للمعيشة مع عصافيرك الصغار!!.
_ صاو صاو.. صاو صاو..
_ لكنى وبالرغم من احتياجي لكي كصديقتي؛ إلا أنى لا أستطيع أن أرغمك على شيء بحبسك عندنا.
_ صاو صاو..صاو صاو..
_ (مبتسمة) .. فقط كل ما أريده منك أن تزوريني من حين لأخر.. رجاءا لا تكفى عن ذلك.. لأشعر انك بقربى دوما وكأنك لم تفارقيني قط.
_ صاو صاو .. صاو صاو..
قبلتها ندى مرة أخرى ومسحت بيدها على رأسها الصغير.. وتركتها تطير مشيرة لها بيدها أن (مع السلامة) .. وظلت تنظر لها عبر المدى السرمدي متذكرة أغنية حفظت مقطعها خصيصا من اجل عصفورتها..
" بيتك يا عصفورة وين!!
ما بشوفك غير بتطيري"..