لم يوافق القاص والروائي والناقد يحيى هاشم مدير عام دار اكتب للنشر والتوزيع في مصر، على فكرة أن دار النشر هي المحتكمة بعناوين الأعمال الثقافية المقدمة من المؤلفين والكتاب، وقال: قبل أن أكون ناشر، أنا كاتب، وأشعر تماماً بما يشعر به الكاتب، وأعلم تماماً معنى أن تجد من يتحكم في عملك، ويغير فيه، لذا فأنا عندي مبدأ أسير به رغم صعوبته تماماً "إذا عرض عليك عمل إما أن تقبله نماماً أو ترفضه تماماً".
ورغم الثورة التكنولوجية التي يشهد العالم بأسره، ومدى انتشار الكتاب الالكتروني وقبول القراء على هذا النوع من القراءة، قال يحيى هاشم: سيظل الكتاب الورقي على عرش الثقافة لن يتراجع أو يتقهقهر أمام الثورة التكنولوجية.
* بدايةً، كيف ترى حركة دور النشر والتوزيع من ناحية اقتصادية؟
من الناحية الاقتصادية دار النشر كأي عمل يتوقف على جودة الإدارة واتقان العمل، لكن المشكلة في أن دار النشر تحديداً لا يمكن النظر إليها من الجانب الاقتصادي فقط لأنه لو كان الهدف منه ربح مادي فقط لا ينجح هذا الهدف، لأن الكاتب والقارئ يفهما ذلك جداً ويبعداً.
لكن لا يمكن اغفال أن دار النشر مشروع مربح شرط أن تحظى بثقة الكاتب والقارئ وهذا ليس سهل التحقق.
القارئ مطحون
* هل لمست لدى الشعوب العربي وعي بأهمية القراءة في الفترة الحالية؟
كما قلت من قبل قدم "ما هو جيد تجد من يشاركك" الوعي موجود لكن المساحة ليست موجودة، فالقارئ مطحون في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية تجبره أن ينأى بنفسه بعيداً محاولاً الدفاع فقط عن لقمة عيشه، وأظن أن هناك جهات تسعى لتعتيم العقل العربي.
ونحن نحاول تخطي هذا الحاجز بأن نعيد الثقة والألفة بين القاريء والكتاب فهما في حالة خصام، ونحن نحاول أن نحل هذا الخصام ونعيد الوئام بينهما.
* كصاحب ومدير دار للنشر والتوزيع، ما المعايير لقبول الكتاب؟
المعيار الوحيد لقبول أي كتاب جودة الكتاب فلا يمكن رفض أي عمل جيد تحت أي ظرف.
إما القبول أو الرفض
* عادةً، ما تواجه الدار اعتراض من أصحاب الأعمال الثقافية والأدبية على اختيار عنوان العمل، هل دور النشر تتحكم في عناوين الكتب كون الكاتب لا يجد طريقة لنشر عمله سوى دور النشر؟
قبل أن أكون ناشر، أنا كاتب، وأشعر تماماً بما يشعر به الكاتب، وأعلم تماماً معنى أن تجد من يتحكم في عملك، ويغير فيه، لذا فأنا عندي مبدأ أسير به رغم صعوبته تماماً "إذا عرض عليك عمل إما أن تقبله نماماً أو ترفضه". ولكن لثقة الناس بنا فهناك من يطلب المشورة فهنا أتدخل، لكن لا أغير، فالأمر شورى بيننا وبين الكتاب. لا تعسف وحدث أكثر من مثال حتى في صميم العمل مثل الأغلفة مثلا التي قد يصر الكاتب على غلاف أراه من الناحية التسويقية سيئة لكن أستجيب لرغبة الكاتب. فأنا حتى الآن ينتصر يحيى هاشم الكاتب على يحيى هاشم الناشر.
* هناك بعض الأدباء والمثقفين من أسس دار نشر خاصة بأعماله مثل الراحل نزار قباني، ما رأيك بهذه الفكرة؟ وهل دور النشر الخاصة قادرة على الاستمرارية؟
هي تجارب لها احترامها لكنها تعتمد على اسم الكاتب ومكانته الأدبية، وأظنها لم تنتشر لأن الاعتماد كدار نشر على كاتب واحد فقط صعب. واستمرارية دور النشر الخاصة يتوقف على ثقة الكاتب والقارئ وهذا يأتي من جودة ما تقدمه فالأمر بيدها.
أعمال إثارة
* نلاحظ في الآونة الأخيرة، ظهور العناوين المثيرة من روايات وقصص وخلافه دون بنيه أدبية وثقافية للعمل، هل هذا يدر أن دور النشر اتجهت للأفكار التسويقية المثيرة لاقتسام كعكة القراء؟
السوق مفتوح، وللكل أن يقدم ما يشاء، لكن لا أظن أن الأعمال السوقية تبقى فهي مثل الكليبات المثيرة فهي تظهر فجأة وتختفي فجأة، لكن الأعمال القوية هي التي تبقى أمد الدهر.
* الرقيب الصداع الدائم لدور النشر، يقال بأن الرقيب يضبط تجاوزاتكم كدور نشر، ووجهة نظر الرقيب تشير بأن دور النشر همهم تجاري فقط ولا تخدم المصالح الوطنية، ما رأيك؟
دار اكتب لا تحتاج إلى رقيب فنحن لنا مبادئ نسير عليها من أول يوم، وستظل تلك المبادئ صامدة أما المحاولات التي تثار من أجل أن نغيرها. مصلحة القارئ في أن يقرأ ما يفيده لا ما يثيره ولن نقدم عملاً نندم عليه أو نحاسب عليه دنيا أو آخرة.. نحن نراقب أنفسنا لذا لا نحتاج لرقابة خارجية.
مصر عادت للمسرح الثقافي
* شهدت مصر في الآونة الأخيرة حراك أدبي وثقافي رائع، واستقطبت المهتمين من لبنان التي كانت معقل ثقافي مهم، هل دور النشر المصرية استغلت هذا التوتر في لبنان؟
ولم لا نقول أن مصر تستعيد مكانتها الثقافية، فنحن الآن في مرحلة إزالة آثار الجمود الذي استمر أعوام طوال شباب قادر على تغيير خريطة الثقافة في مصر والوطن العربي.
مصر لا تبني مكانتها على توتر الأحداث في لبنان لكنها كانت تحتاج ليد تنتشلها من اسماء ظلت تسمم الجو العام، وتحبط كل موهبة وهذا أساس عملنا.
* على المستوى العربي، ما الطريقة لزيادة عدد القراء في العالم العربي خصوصاً مع ضعف الإقبال على القراءة؟
الوطن العربي ثروة وكنز يحتاج لرحالة وباحث له عين يستطيع بها اختيار وانتشال تلك الكنوز لذا قمنا بفتح قنوات اتصال مع كل الكتاب واكتب تفتح أبوابها لهم جميعا.
الثورة التكنولوجية
* مع ثورة فكرة الكتاب الإلكتروني، هل سيتراجع أداء دور النشر؟
سيظل الكتاب الورقي على عرش الثقافة لن يتراجع أو يتقهقهر أمام الثورة التكنولوجية.
* هل الكتاب الإلكتروني ذا فائدة؟
هناك كتب لا يستطيع القارئ أن يجدها لذا يلجأ إلى الكتاب الالكتروني، أظن أن تلك هي الفائدة الوحيدة.http://www.sho3a3.com/mag/post.php?partid=7&id=396
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق