إسم المسابقة : ساحر القلم
رقم الجولة :( 3 )
العضو المشارك : زهره حبيسه
رقم المشاركة : ( 4 )
***
الكثير من الجدائل الحديدية المتشابكة بالتضاد..تتخللها تلك الثقوب الصغيرة الدائرية.
حيث انه في يوم ما .. كنت أمر بمحاذاة ذلك السور الحديدى لذلك المرفأ..والذي ترقد علي سطح مياهه في الجزء الامامي القريب من المرسي , والتي هي في حد ذاتها نصف دائرة من القوارب البيضاء الصغيرة الجميلة والتي تشبه لحد ما كبير قوارب الورق الابيض التي كنا نلهو بها صغارا مع اخوتنا والاصحاب والجيران.
*****
كنت بذلك اليوم أنظر تلك النظرات الخلسه من وراء تلك الثقوب.. فكنت اقف أمام كل واحد علي حدة مع كل خطوة.. حيث أنني أفعل ذلك عند ذهابي لعملي باكرا كما اعتدت.. فخمس دقائق من سور المرفأ الي موقف التاكسيات الخاصة بالأفراد هي كل ما أبغي .. ولكنها لا تتيح لي غير قطرة رؤية هي جُل آمالي.. إذ تحدجني تلك النظرات المستعرة من السائقين الجالسيين علي تلك الحافة من السور فأتخبط مصطدمة ببعضٍ من المارة في الطريق واحدًا تلو الآخر فتسبق خطوتي اللاهثة عيناى.. فيسقط مني التأمل تلك الاسقاطات التي تدهس تحت حذائي القديم المتهالك .. مضطرة..مدفوعة..معقودة أوَلي حلقات الحديد بقدمي إلي أن أجد بعضًا من يومي المنتظر علي أبواب تلك التاكسي.
*****
توالت الايام التي اعتدت فيها أن أعد تلك القوارب وكدت أن أحدد ألوان النوارس المحلقة علي بساط الماء المستمد زرقته من السماء الأكثر زرقة..فنزلت درجات السلم في تؤدة بدورى.. فاليوم سوف تكتمل الصورة في ذهني لتغلق أحجيات العقل.. فتنسمت ذلك الهواء العليل..هواء الصباح..داعبت الطيور بعيني..ابتسمت ابتسامة خجلي للزهور.. فغازلت بقدمي الطرقات وكأنما ارفق بها ..
لاجد امامي - والصمت يلفني فلم انبس ببنت شفة - ساترا من التراب العالي..
العالي..
العالي جدا ..
وهذا طبعا بجوار أكوامٍ من الزلط والخشب..وتلك الاسلاك الحديدة ايضا..وذلك البولدوزر الذي احتل المكان..حسبي بأن تلك التفاصيل لم تكن موجودة سابقا..فهل اتي- ياترى - شيء يجد..
وهناك كذلك هؤلاء العمال..وتلك الفؤوس والمعاول واكياس الرمال..وعلي الجانب الآخر أنظر محدقة أكثر لاجد اثنان من الاجانب أحدهما أشقر طويل القامة أحمر البشرة علي رأسه قبعة من القش..والآخر قصير ذو عوينات أبيض البشرة..وحتما يتحدثون ويشاورن بأيديهم علي منطقة ما ..
هل ما بين حديثهم .. ازالة..ردم.. حيث انها تلك الكلمات التي ناثرت من افواه بعض السائقين الجالسيين علي حافة ذلك السور من خلفي..فاختلج قلبي مع وقع الكلمات نفسي التي اصبحت مشروخة الوجدان والدهشة التي رجت اعماقى..
*****
هل سيزيلون القوارب التي كنا نلهو بها صغارا..أم سيحجبون الهواء بنوارسه الراحلة.. هل حقا سيتم ردم الماء..احقا سيحدث ذلك؟...
ولما؟..
كدت اسال نفسي؟......
فلم احر باجابة مقنعة!
اخذت اناملي الضعيفة جاهدة احاول فك تلك الجدائل الحديدية الصغيرة بلا فائدة.. فأمسكت بالسور الحديدى بكلتا يدى متشبسة به..فالتصقت عيني بتلك الثقوب الحبيبة.. وأحسست أن الدوار سيصيبني فأستدرت أسحب قدماى ورائي باتجاة موقف تاكسيات الافراد واختنقت في حلقي غصة مريرة مع الكثير من انهار الملح التي بللت شفتاى التي اذابت اخر قطرة للرؤية لتلك القوارب والمكان.
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق