دعونا نعرف أخبار الأغنية الجديدة " الحب هو اللي " والتي هي طور الإعداد الآن, حيث إن كواليس الأعمال السخيفة اتاحت لنا – كمشاهدين بلهاء- طريقة عمل السلطة .. احم.. اقصد الأغنية, والحديث منها بالتحديد.
المغنى يجيء من غرفة الماكياج.. على وجه آثار الماكياج الثقيل- جدا- ليبدو كمهرجي السيرك في حفلات تخرجهم, وأتفرس في وجهه لمعرفه ما كنه الشيء الغريب الذي يضعه تحديدا ,لأجد انه طلاء شفاه وردى.. وردى جدا.. فلا افعل شيء غير رفع حاجبي تعجبا وتبرما, مبتلعا قصيدة الهجاء التي أود قولها على مسامعه.. فأحجم, واذهب إليه متوددا بزيف قائلا له:
_ الفنان الكبير (بيبو تلفيق) كلمنا عن سفريتك الاخرنية واللي كنت فيها بتعد لكليب أغنيتك الجديدة!.
يتنحنح الفنان الكبير كدأبه – حقيقة كدأب الفنانين جميعا- ويقول بطبقة يصطنع فيها الرقة(فهو يفترض به أن يكون رقيقا كما ينبغي):
_ والله يا (حاتم) السفرية اللي فاتت كانت صعبة كتير كتير.. مش عشان الكليب يعنى.. لا.. أنا الحمد لله جهزت له فعلا في اقل وقت, لكن حصل في طيارة العودة كان في مشكلة في المحرك الرئيسي, فحصل اضطراب كبير ما بين الركاب,وتقريبا أتعلقنا في الستراتوسفير.
_ يا خبر!!.
_آه والله فعلا يا (حاتم).. وفضلنا ساعتين الطيارة متحركتش خالص فيهم وفضلنا زى ما قولتلك متعلقين في الطبقة.
_ اسمها إيه يا فندم؟.
_امممممممم.. نسيت..أنت نستني يا (حتومة)!.
_ طب الحمد لله يا فندم قدر ولطف.. كلمنا بقا سيادتك عن ازاى يعنى حضرت للكليب؟!.
_ والله اشتريت كام بدلة كدة عشان الكليب أصله رومانسي أوى, كمان غيرت تسريحة شعري ( ويضع يده على شعره مشاورا) زى ما أنت شايف كدة.. كمان اتفقت مع مخرج سينمائي امريكانى كبير بأنه يقوم بتصوير الكليب الجاى إن شاء الله لأنه أعجب بأغنية ليا من أيام بدياتي – من حوالي عشر سنين- وقررنا نسجلها من تانى بتوزيع ورؤية أمريكية وإخراج جديد.
_ يعنى دا مشروع حضرتك الجاى؟!.
_ يعنى دا إن شاء الله قريب.
وهنا تأتى فتاة باهرة الجمال ترتدي ملابس كاشفة أكثر منها تغطى, وتضع يدها على كتف الفنان (بيبو) بدلع قائلة: _ baby , we must go !
وتنظر لي نظرة من أعلى لأسفل وكأني ذو وجه عنكبوتي.. ويبتسم لها الفنان ولا يحدثها فقط يتجه لي فبادرته بالسؤال: _ هل موضة الكليبات اليومين دول يا فندم هي انه يكون فيه موديل واحدة ولا موديلز كتير؟.
_ الحقيقة دا بيبقا اختيار المخرج..,غالبا تبع شخصيته (وينسى رومانسيته المفتعلة قائلا): يعنى لو المخرج بطبيعته بتاع ستات بيكتر منهم ومش بيهمه..أما لو جاب موديل واحدة فدا معناه انه رومانسي حقيقي.
_ طب وحضرتك ملكش اختيار؟.
_ ليا طبعا..غالبا أنا اللي بختار وبتفق مع الموديل نفسها عشان تمثل معايا!.
_ قولي حضرتك مدة الكليب ككل قد إيه؟.
_ والله من دقيقتين لـ 3 دقايق كدة !.
_وان شاء الله هيتصور على مدة قد إيه؟.
_ والله على حسب المشاهد, يعنى فيه مشاهد داخلي في اوضة نوم في فندق,وفى مشاهد خارجي رقص على شط الفندق.
_ طب سؤال كدة لو سمحت عل جنب: البدل اللي سيادتك جبتها من برا هتلبسها امتى في الكليب, اصل الفندق والشط عايزين لبس كاجوال مش كلاسيك.
_ وأنا في الحمام بحلق دقني, أصلى عايز اعمل تجديد, مقلتش حد قبل كدة حلق دقنه في كليب وهو لابس بدلة كاملة.
_ لا تجديد فعلا!!.
_ (يضحك): أقولك سر: الفكرة دي بالذات فكرتي.
_فكرة البدلة ؟.
_لا فكرة الحلاقة في الحمام.
_ امممممممم,
يناديه عامل الكلاكيت..فيتركني بدون إلقاء حتى السلام,فأتجه بوجهي بالكاميرا واعلق:
_ وهكذا وقد عرفنا بعضا من طريقة صنع الأغنية الحديثة للفنان ( بيبو تلفيق) والذي يتبعها الكثيرون غيره وهو الوحيد الذي لا يدرك.. أترككم مع مشاهد متفرقة making off للأغنية, غير معلقين على اى حدث.
* * *
م (خارجي)
رقصة قصيرة تجمع ما بين الفنان مرتديا بدلته الكحلية والفاتنة في عرض البحر.. ومن خلفهم بعض من السباحين لئلا يغرق احد, بالرغم من إنهم على الشاطيء.
* * *
م (داخلي)
الفنان في الحمام/ ببدلته السوداء الشيك.. أمام المرآة يحلق ذقنه..يظهر عليه الهيام الشديد.. وهو منهمك في الحلاقة.
* * *
م( داخلي & خارجي)
الفنان واقفا عاري الصدر مرتديا سروال منامته الحريرية الحمراء, في الشرفة الضخمة ناظرا على حبيبته والتي تعوم مع شخصا أخر..فيهم بإلقاء قبليه الأغنية الأكثر حزنا.. واضعا يده على وجهه في وضع المفكر..حالما في المجهول برغم كل شيء.
* * *
م (داخلي)
يدخل الغرفة سريعا ويأخذ جاكيت البدلة مرتديا حذائه اللميع, مهرولا إلى حيث حبيبته الخائنة اللعوب..على الشاطيء.
* * *
م (خارجي)
الفنان يقف أمام الشاطيء – مرتديا جاكيت البدلة مع سروال المنامة وإكمالا للمنظر نجده يرتدى كاسكيت ملون صيفي , كذلك حذائه اللميع – بانتظار رجوع الخائنة وبيده جيتار (غير معلوم مصدره / أو من أين آتى به) ويبدأ بإلقاء القبليه الآخر في الأغنية بصوت وكأنه في مشاجرة من اجل غلاء السولار.
وهنا تأتى الخائنة ومن اغرر بها ماطة شفتيها ناظرة إليه باشمئزاز..وخلعت الدبلة الإكسسوار من يدها قبالته وترميها على الشاطيء,فينظر الفنان على الدبلة البلاستيك للحظة قبلما تجرفها مياه الشاطيء.. ويغنى..ويغنى.. ويعلو صوته بالغناء, فإذا بالفتى – الذي اغرر بالفتاة لتصبح خائنة- يأخذ من يده الجيتار قسرا ويهشمه في لحظات ملقيه بوجه الفنان المكلوم ومشى خلف الخائنة.
ينظر لهما الفنان من بعيد نظرة ملئها الحزن المصطنع ويمشى بضع خطوات على الشاطيء.. فيتعثر في بعض قطع الجيتار المهشم( وذلك لأنه مرهف الحس كدأب الفنانين) في موضعه وتأتى عليه مياه البحر.. ليرقد بعدها أسبوعين بانتظار الشفاء وعودته لتكملة بقية أحداث للكليب.
* * *
أتمنى أن يعجبكم making off لهذا العمل المغرق في الرومانسية,
كان معكم من خلف الكواليس مغتاظا : ( حاتم سليمان).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق