وقف يا اسمر.


حدثتنى عن هواها وحبهــــــــــا
قالت؛ انت كتير حارق قلبها
وبتستحى تقنك وبتخاف الملام :(

وقف يا اسمر..


13‏/05‏/2008

الجانب المظلم من القمر؛


أربعة عشر قصة كاملة, أربعة عشر حالة خاصة من الإمتاع,والتشويق. فالكاتب (د.ميشيل حنا) تميز هنا بالتفاصيل الكاملة وكأنما أراد منا أن نعايش ما عايشه هو أثناء كاتبته لكل قصة منهم على حدة. أربعة عشر قصة تناولت الكثير من الأفكار المجردة بأنواع كتابية مختلفة,فضمت المجموعة اللون الاجتماعي والرومانسي والخيال العلمي والفانتازيا. الكثير – حقيقة- من الأنواع التي اتبعها الكاتب لإبراز أفكاره في صورة تبدو للقارئ جلية. ونستهل الآن قصص المجموعة لتبيان مظاهر وجودها النوعي المختلف. فالقصة الأولى" ورقة الخريف الأخيرة": والتي شكلت على هيئة القصاصات التي توضح أحداث يوم يمر..يبدأ بمكالمة هاتفية بين حبيبين ,بينهما الكثير من الخواطر والمواقف التي يمر بها البطل في استطراد لطيف لأحداث اليوم. ونمر بالقصة الثانية"112أ" : والتي من اسمها يتضح إنها تتبع عالم المستقبليات ذي الفانتازيا المعهودة,حيث الإغراق الحياتي في ماهية الجنس البشرى حينما يغلبه الارتقاء الاخلاقى الاليكتروني,والنهاية التي جاءت تتهادى بصوت المذيعة الانثوى الاصطناعي والتي ألقت بقنبلة هي ذروة القصة كلها ..وهى نهاية موفقة إلى حد كبير. وتأتى القصة الثالثة"الخطأ الكبير": و التي هي من أجود قصص المجموعة طرا,حيث كونها قصاصات ما بين (ماهيتاب) و(ايمن) الأخوات في عائلة مفككة بغير الأب, والذي أضفى (د.ميشيل) إليها روح المبادأة بالمبالغة والتي أصبحت منطقية في سرد القصة اللطيفة بالرغم من التناقضات الواقعية في إحداث المنطق,حيث إن لكلا منهما دنياه الخاصة, فهي – كما أرى- قصة متماسكة المواقف..في كل موقف على حدة تجد حاجبك وقد ارتفع تعجبا.. قائلا لنفسك مع ابتسامة ساخرة:_" دنا على كدة ملاك وديع؛ وهما اللي مش مقدرين قيمتي". أو شيئا من هذا القبيل. مارين على القصة الرابعة " البقية في حياتك": والتي تعبر عن موقف من المواقف المحرجة في أثناء مشاطرة العزاء,والذي يمر بسلام أخيرا برغم حساسية الموقف. ونأتي لقصة أخرى هي "غيمة سوداء فوق سطح الشمس": والتي هي من القصص ذات الطابع الطبي؛والتي يخطيء الأطباء بها – كالمعتاد- في إجراء عملية فيؤثر ذلك على نفسية المريض والذي يسرد خواطره فيما قبل وبعد العملية. والقصة التي تلتها هي "منطقة بيضاء": وهى عالم كاليوتوبيا تماما ,البطل كذلك مجبر على عمله بتلك المنطقة رغم عدم إثارة حفيظته من العمل بها,إلا أن جرحا طفيفا برسغه منعه كلية من العمل فجاء له الخبر وكأنه الخلاص الأخير. وتأتى القصة السابعة" وجهها": حيث تناول طريقة شرح شخص محب بطريقة شبه اليكترونية؛ حيث الاستغناء شيئا فشيئا عن الأشياء المتتابعة المختلفة القيمة .. إلى أن يصل لأخر ما عنده ليتنساه في مقابل عمله كي لا يفتضح آمره ما بين أقرانه وكان نسيان وجهها. وتأتى من بعدها ذروة العمل – في ناظري- ألا وهى قصة "نبضات أخيرة قبل الفناء": والذي تناول فيه (د.ميشيل) بحرفية مطلقة رحلة لإنسان قتل ,متبعا أسلوب الشخص الأول المتكلم وكأنه القتيل , حيث الشعور الطاغي لما يحدث وحتى التحلل الأخير والفناء الفعلي للشخص والذي تفنن في سرده الرائع (د.ميشيل). ومن بعدها يتناول الكاتب القصة التي باسمها سميت المجموعة: " الجانب المظلم من القمر": والتي تتحدث عن الهوان المطلق أمام شخص شرير بالسليقة,إلا أن نهاية القصة الغير متوقعة بالرغم من كونها مبررة مع فعلة البطل والتي هي محاولة مستميتة أخيرة لحياته. وتأتى بعدها قصة "العرض مستمر": والتي هي ليست بقصة وإنما بتسجيل واقعي علق بذهن الكاتب فقرر سرد بعضها على الورق لتخرج أشبه بخاطرة قصيرة بينما هي فعلا حوار قصير يجمع ما بين سائق لحافلة مع بعضا من الركاب, لتنتهي سريعا كما بدأت. وفي القصة الحادية عشرة "أنا هو" : يتناول الكاتب تيمة الكتابة وكأنه جماد أو لعله سلعة ما, فأكتسب بذلك طريقة السرد للشخص الأول المتكلم وكأنه سلعة في سبيل السرد عنها . ونأتي للقصة الثانية عشرة وهى "نعيق الغراب": والتي تعتبر من أجود قصص المجموعة طرا,حيث البطل العائد لشقته المنسية بمصر الجديدة ليجد بها غرابا أحدث له حادثة أخلت بنظره,ليأتيها بعد خمسة أعوام وقد صمم على الانتقام من ذلك الغراب إن وجده ليفاجأ بوجود مستعمرة كاملة من الغربان وهو هنالك موجود ككبيرهم , فقط ليفقد توازنه بينهم ويفقد لذلك عينة اليمنى كلية بل ويقذف من النفاذة, وحينما يقبع بالمستشفى تأتى له الممرضة بعقد الشقة الذي أمن بشؤمه عليه كما كان لوالده. ذهابا لقصة" سقوط أزهار البرقوق": والتي تعتبر من قصص المجموعة الطويلة نسبيا لبقية القصص والتي هي خواطر حية لطالب قاهري في بلده المحبة,والتي أجرعته كأسات المحبة حتى زادت كأي بلد مكلوم في الواقع؛ والقصة تعج بالكثير من رماديات الفلاش باك الغير مخلة بسياق أحداث القصة. ومن بعدها تأتى قصة "الأحلام" : والتي هي عبارة عن أحلام لها توابع أو لعلها العكس,حيث يتبع الكاتب في سرد الأحلام الشخص الأول المتكلم بينما يستخدم السرد كراوي كلى في الأحداث الواقعية والتي تتبع الأحلام وكأنما الواقع بقايا لها أو لعلها ترسبات اليوم المختزن. وفى الأخير نجد أن تلك المجموعة القصصية – حقيقة- مشوقة إلى حد كبير فهي تمردا جميل على الواقع المر المسيطر ,حيث اختلاق الكاتب عالمه من بقايا الواقع بطريقته الساخرة المريرة واراه نجح بشدة فيما قال وكتب. زهره

هناك تعليقان (2):

Michel Hanna يقول...

أنا شاكر جدا على هذا النقد الجميل، وعلى كل هذا المجهود لتحليل المجموعة.
ألف ألف شكر.

زهره حبيسه يقول...

الله يخليك يا د.ميشيل.
دا شرف كبير ليا ان حضرتك تنور مدونتى المتواضعة..
والمقال - المتواضع- يعجب حضرنك..
انا فى قمة سعادتى حقيقى :)



زهره